لن ينسى التاريخ فضل المصريين على الإنسانية فى اختراع الكتابة
التى سماها الأغريق " بالخط الهيروغليفى "
و تتكون الأبجدية الهيروغليفية من 24 حرفاً ..
و استخدم المصريون القدماء المداد الأسود أو الأحمر فى الكتابة على أوراق
البردى
تأتى كلمة " هيروغليفى " من اللغة اليونانية
و فيها " هيروس " بمعنى مقدس ، " جلوبتين " بمعنى نص مكتوب منقوش
حيث ظنها الإغريق تستخدم فقط للنقش على الآثار أو النـُّصب
التى شيدت لكى تبقى إلى الأبد
كان النظام الأساسى للكتابة في مصر القديمة بالعلامات الهيروغليفية
التي بدأت تأخذ شكلها حوالي عام 3000 ق.م
و بلغت المستوى المعيارى المقبول في وقت مبكر من الأسرة الأولى
و هناك آلاف العلامات التى وصفها قدماء المصريين بأنها " كلمات مقدسة " .
وكانت الحروف (العلامات) الهيروغليفية تنحت أو ترسم على جدران المعابد
والمقابر، وعلى أدوات الدفن ، وعلى اللوحات بجميع أنواعها ،
و على قطع الحلى ، وعلى الأبواب الوهمية
وتمثل كل علامة هيروغليفية شيئا واقعياً له وجود فعلى فى الحياة اليومية
المصرية القديمة
... مثل النباتات وأجزاء الجسد والأشكال الهندسية والطيور .
و قد تستخدم تلك العلامات لكتابة الكلمة أو الشكل فتسمى( إيديوجرام ) أو
لكى تعطى نطق الكلمة ، أو الصوت فتسمى ( فونوجرام )
ولم تفقد الهيروغليفية أبداً خصائصها التصويرية ،
و ذهبت ارتباطاتها الفنية الجمالية إلى ما وراء شكل العلامات
لكى تشتمل على مجموعات ألفاظ وتوليفات نصوص وصور .
ويمكن أن يقرأ النص الهيروغليفى فى اتجاهين
مختلفين ، إما فى أسطر رأسية
أو أفقية من اليمين إلى اليسار أو العكس
خاصةً عندما يسهم الأخير في تحقيق التماثل مع نص آخر؛
فيـُقرأ الاثنان باتجاه المحور الأوسط للنُّصب أو الأثر : كما هو الحال مع
الباب الوهمى للمدعو "إيكا" ...
و لا تتوفر هذه الخصائص أبداً فى الكتابة الهيراطيقية والديموطيقية للنصوص
وكانت الهيروغليفية المختصرة والجارية (المتصلة)
قليلاً - تكتب بالحبر )
و فى العادة من اليمين إلى اليسار ، مثلاً : " كتاب أمديوات "
و " كتاب الموتى " ؛ و توجد آخر النصوص التى كتبت بالهيروغليفية
بجزيرة فيله ، و ترجع إلى القرن الرابع الميلادى
جانب من معبد فيله أو ( معبد إيزيس(
وقد هجرت الكتابة الهيروغليفية فيما بعد ، لأنها
اعتبرت جزءاً من التراث " الوثنى " لمصر ؛ وبالتالى غير مناسبة لكتابة
النصوص المسيحية
وأصبحت اللغة المصرية القديمة بعد القرن الرابع الميلادى تكتب بالحروف الإغريقية الاستهلالية ( الكبيرة )، بالإضافة إلى
ستة أحرف مشتقة من العلامات الديموطيقية؛ للتعويض عن القيم الصوتية التى لا
وجود لها في اللغة اليونانية